في إطار تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والصين، قام وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال الصينيين من مقاطعة شنشي بزيارة رسمية إلى الجزائر، خلال الفترة الممتدة من 9 إلى 11 أفريل 2025. الزيارة نظّمها المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير (CAAID) بالتنسيق مع وزارة التجارة بمقاطعة شنشي، وتهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار وتوسيع آفاق التبادل التجاري بين البلدين.

وتُعتبر مقاطعة شنشي من أبرز الأقاليم الصينية في مجالات الصناعة والطاقة والتكنولوجيا، كما تلعب دورًا محوريًا ضمن مبادرة الحزام والطريق، نظرًا لموقعها الجغرافي الاستراتيجي ونسيجها الصناعي المتطور. وقد احتضن فندق ليغاسي بحيدرة فعاليات الزيارة، التي شهدت حضورًا لافتًا للملحق الاقتصادي والتجاري بالسفارة الصينية في الجزائر، ما يعكس مستوى العلاقات المتنامي بين البلدين.

تضمّن البرنامج جلسات عمل ثنائية مباشرة بين رجال الأعمال الجزائريين ونظرائهم الصينيين، إلى جانب عروض تعريفية قدمتها الشركات الصينية حول مشاريعها ونواياها الاستثمارية في الجزائر. كما أجرى الوفد الصيني زيارات ميدانية إلى منشآت ومواقع استثمارية بهدف التعرف على الإمكانيات المتاحة على أرض الواقع.

وخلال اللقاء، استعرض السيد أمين بوطالبي، رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقتها الجزائر مؤخرًا، خاصة التحفيزات الجبائية والتسهيلات الإدارية في عدد من القطاعات الحيوية، مشيرًا إلى أهمية المنصة الرقمية AAPI التي أطلقتها الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار، والتي توفر للشركات الأجنبية آلية شفافة وسهلة للاطلاع على الفرص والإجراءات الاستثمارية.

كما أكد بوطالبي على التزام المركز بمرافقة المستثمرين الصينيين الراغبين في دخول السوق الجزائرية أو التوسع نحو السوق الإفريقية في ظل تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية (ZLECAF)، داعيًا الحضور للمشاركة في ملتقى إفريقيا للاستثمار والتجارة في طبعته الحادية عشرة (AFIC11) المقرر تنظيمه بالجزائر.

من جهتها، عبّرت رئيسة الوفد الصيني عن شكرها للمركز على تنظيم هذه الزيارة، وقدّمت دعوة مفتوحة لرجال الأعمال الجزائريين لزيارة مقاطعة شنشي، معتبرة إياها بوابة صناعية وتجارية مهمة ضمن مبادرة الحزام والطريق، ومؤكدة وجود فرص حقيقية للشراكة في عدة مجالات.

وقد شملت القطاعات التي تم التركيز عليها خلال هذه الزيارة: الفلاحة والنباتات الطبية والعطرية، البناء والأشغال العمومية، تكنولوجيا المعلومات، الصناعات الدوائية، الصناعات البتروكيميائية، السياحة والفندقة، والطاقة بمختلف أشكالها.

تُعد هذه الزيارة خطوة إضافية نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجزائر والصين، وتوسيع مجالات التعاون جنوب-جنوب، بما يخدم المصالح المشتركة ويفتح آفاقًا واعدة لمستقبل اقتصادي مبني على الثقة والتكامل.

Loading...