تشهد بلدية بني جليل بولاية بجاية هذه السنة انعقاد معرض التين المعروف رغم التحديات التي يواجهها قطاع الزراعة في المنطقة، وذلك في ظل تراجع إنتاج التين بشكل ملحوظ. وتم المضي قدمًا في تنظيم هذا الحدث الذي لطالما كان محط اهتمام المزارعين والزوار من مختلف الولايات، ليتحول إلى منصة لتعزيز الحوار والتعاون بين الأطراف المعنية، من مزارعين وخبراء زراعيين.
ورغم العقبات، يعتبر المعرض فرصة مهمة لتسليط الضوء على التين، الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من تراث المنطقة وركيزة اقتصادية أساسية لسكانها. وتواجه زراعة التين تحديات كبيرة بسبب الجفاف المتواصل، والحرائق، وملوحة التربة المتزايدة، فضلًا عن الأمراض التي أصابت الأشجار وأدت إلى تراجع إنتاجيتها.
أسعار مرتفعة وتحديات اقتصادي
هذا النقص الحاد انعكس بشكل مباشر على أسعار التين في الأسواق، حيث ارتفع سعر التين المجفف ليتجاوز 3000 دينار، مما جعل هذه الفاكهة النادرة سلعة مكلفة وغير متاحة للجميع. ويأتي هذا الارتفاع نتيجة لزيادة الطلب وقلة العرض، ما يعكس بوضوح حجم الأزمة التي تواجهها المنطقة.
الدعوة إلى إيجاد حلول مستدامة
ينظر الكثيرون إلى المعرض كفرصة أخيرة لحث الجهات المختصة على التدخل واتخاذ تدابير فعالة لإنقاذ زراعة التين. كما يُشدد على أهمية تطوير استراتيجيات زراعية مستدامة لمواجهة التغيرات المناخية وتحسين ظروف زراعة هذه الفاكهة الفريدة.
إن استمرار عقد هذا الحدث يعكس إرادة المجتمع المحلي وتفانيه في الحفاظ على تراثه الزراعي، على أمل أن يؤدي هذا التجمع إلى إيجاد حلول تسهم في استدامة إنتاج التين وتحسين ظروف المزارعين الذين يعتمدون عليه كمصدر رزق أساسي.