وجد “فاليريو. أ”، المسؤول السابق عن الشؤون العامة لشركة هواوي في بروكسل، نفسه في قلب فضيحة فساد كبرى تهزّ البرلمان الأوروبي، عُرفت إعلاميًا باسم “هواوي غيت”، بعدما أدلى باعترافات صادمة أمام السلطات البلجيكية.
فاليريو، الذي عمل لسنوات ضمن شبكات الضغط السياسي لصالح الشركة الصينية، كشف كيف استُخدمت الهدايا، والرحلات الفاخرة، وتذاكر مباريات كرة القدم، وحتى التمويلات غير المباشرة، للتأثير على قرارات عدد من نواب البرلمان الأوروبي. وأكد أن “البرلمان كله غارق في الفساد… بعض النواب يحملون دكتوراه في الرشوة”، حسب وصفه.
التحقيق الذي لا يزال في مراحله الأولى، يشمل ثمانية أشخاص يُشتبه في ضلوعهم في شبكة فساد منظّمة، بينهم مسؤولون سابقون في هواوي ونواب أوروبيون. وقد شملت المداهمات 21 موقعًا في ثلاث دول أوروبية.
بحسب الوثائق التي تم الحصول عليها، يُشتبه أن هواوي مرّرت أموالاً عبر شركات استشارية وهمية مقابل دعم سياسي في قضايا استراتيجية، من بينها رسالة “5G” التي طالبت بإنصاف الشركة في مشاريع البنية التحتية الرقمية، رغم الضغوط الأمريكية.
الشركة الصينية نفت إصدار أي تعليمات لموظفيها بانتهاك القوانين، وأعلنت أنها أنهت عقود المتورطين وتتعاون مع القضاء.
من جهة أخرى، تم الكشف عن سجل إلكتروني بعنوان “هدايا عيد الميلاد”، يُصنّف الموظفين الأوروبيين حسب “أهميتهم”، مع تخصيص زجاجات شامبانيا ودعوات لمباريات كروية كوسائل ضغط غير مباشرة.
السلطات البلجيكية طلبت رسميًا رفع الحصانة البرلمانية عن أربعة نواب، فيما يتواصل التحقيق لكشف ما إذا كانت هذه الأساليب تتعدى حدود “اللوبي المشروع” نحو “فساد منظم”.
ورغم نفي العديد من المعنيين بتلقيهم أي امتيازات غير قانونية، تبقى كل الأسماء المذكورة بريئة حتى تثبت إدانتهم، بينما يواصل فاليريو التعاون مع المحققين، مؤكدًا: “كلما تحدثت أكثر، كلما أضررت بمشغّلي السابقين… لكن هذا هو الثمن”.