سلامة الطلبة بين الإهمال والتجاوزات…
لا يمكننا أن نتجاهل الواقع المقلق الذي بات يطارد حافلات نقل الطلبة في الجزائر. فمن مشاهد احتراق الحافلات بشكل متكرر إلى تردي حالة المركبات وانعدام الصيانة الدورية، يبدو أن سلامة الطلبة أصبحت آخر هموم القائمين على هذا القطاع.
الحافلات، التي يفترض أن تكون وسيلة آمنة لنقل الطلبة، تحوّلت إلى قنابل موقوتة بسبب الإهمال الواضح في صيانتها. مشكلات تقنية، محركات متهالكة، وإطارات غير صالحة للاستعمال، كلها عوامل تهدد حياة الطلبة يوميًا.
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ تضيف تجاوزات بعض السائقين معاناة أخرى للطلبة. الاعتداءات اللفظية، بل وحتى الجسدية، أصبحت ظاهرة تتكرر بشكل مقلق. وآخر مثال على ذلك ما حدث أمام إقامة “أولاد فايت 2” في العاصمة، حيث أقدم سائق على الاعتداء على طالبة قبل أن يتم توقيفه. حادثة صدمت الجميع وطرحت علامات استفهام حول غياب الرقابة والمحاسبة.
هذا الواقع يفرض علينا التساؤل: من المسؤول عن هذه الفوضى؟ ولماذا يغيب الالتزام بالصيانة الدورية للحافلات؟ وأين دور الجهات الوصية في مراقبة السائقين وردع المخالفين؟